دولة الإمارات ومنذ تأسيسها وضعت التنمية المستدامة في صميم خططها واستراتيجياتها لضمان الازدهار والتطور، ووسيلة للعبور لمعالجات الخلل في النظام البيئي. وكذلك لتعزيز الجهود للوصول لأمن بيولوجي مستدام والذي هو نهج استراتيجي متكامل لتحليل وإدارة المخاطر البيولوجية التي تؤثر على حياة وصحة الإنسان والحيوان والنبات وما يترتب عليها من تداعيات وأضرار على البيئة. وكما هو معلوم فقد تعاظم الاهتمام بالأمن البيولوجي عالميا بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب زيادة مخاطر تفشي الأمراض (أوبئة وجوائح) والآفات والعوامل البيولوجية، وإمكانية استخدامها كمهددات وأسلحة بيولوجية.
استصحاباً لهذه المفاهيم كانت دولة الامارات سبَّاقة بتكوين لجنة وطنية للأمن البيولوجي تُعنى بكافة المواضيع الخاصة بالأمن البيولوجي في الدولة، وكان من أبرز إنجازاتها اصدار استراتيجية الأمن البيولوجي (2013-2017) والتي تم تحديثها مؤخراً في شكل الإطار الوطني للأمن البيولوجي (2023-2032) الذي تم اعتماده من قبل مكتب أمانة مجلس الوزراء. حيث يهدف الإطار الى حماية أفراد المجتمع والبيئة والموارد الطبيعية من المخاطر والمهددات البيولوجية من خلال تعزيز تكامل الأمن البيولوجي بما يدعم منظومة الصحة الواحدة وجودة الحياة والاقتصاد المتنوع للدولة. حيث تُعزز هذه الجهود مساعي الدولة الدؤوبة لتحقيق أعلى مستويات الاستدامة ومواجهة التحديات والتداعيات التي تؤدي لظهور مخاطر ومهددات بيولوجية والمساهمة في درء المخاطر التي لا تعرف حدود ويتأثر بها كل العالم.
الرؤية
ضمان أمن بيولوجي وطني مستدام.
الرسالة
حماية أفراد المجتمع والبيئة والموارد الطبيعية من المخاطر والمهددات البيولوجية من خلال تعزيز تكامل الأمن البيولوجي بما يدعم منظومة الصحة الواحدة وجودة الحياة والاقتصاد المتنوع للدولة.
التوجهات الاستراتيجية
تم وضع أربعة أهداف وتوجهات أساسية تخدم الرؤية الاستراتيجية ورسالتها الطموحة وتهدف لحماية دولة الامارات من احتمالية وإمكانية دخول أو ظهور أو انتشار المهددات البيولوجية والآفات والأمراض النباتية والحيوانية والتي تؤثر سلباً على الاقتصاد والبيئة والمجتمع وتهدف كذلك للعمل على الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع من هذه المهددات.
والتوجهات الاستراتيجية هي كالتالي:
-
تنسيق الأنشطة على جميع المستويات لمراقبة المخاطر والتهديدات البيولوجية وتوفير أحدث الأجهزة الخاصة بالرصد والكشف والتعامل مع العوامل البيولوجية وكافة المهددات البيولوجية.
-
تعزيز القدرات والامكانيات ورفع درجة التأهب والاستعداد للتعرف على العوامل والمهددات البيولوجية التي يمكن دخولها للدولة بصورة عرضية أو متعمدة.
-
وجود حوكمة للأبحاث العلمية ذات الاستعمال المزدوج (Dual Use of research of Concern)
-
تفعيل الأدوار للجهات المختلفة في إطار اتفاقية مراقبة استخدام الأسلحة البيولوجية واستخدام الميكروبات والسموم لأغراض الايذاء
-
تعزيز التنمية المستدامة للدولة مع الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات والأطر العالمية لرفع تصنيف الدولة عالمياً.
-
تعزيز تدابير المنع والوقاية (من خلال التكامل والتوافق بين الجهات ذات الصلة).
-
تطوير التشريعات واللوائح والأنظمة وخطط الطوارئ ولإجراءات الخاصة بمنظومة الأمن البيولوجي.
-
تطوير أدلة ارشادية خاصة بتعزيز منظومة الأمن البيولوجي وتعزيز الأمن الحيوي لنقل وتصنيع المنتجات والمخلفات الحيوانية /الزراعية/ الغذائية ضمن نطاق المختبرات والعمل الميداني.
-
تحديد مستوى القدرات الوطنية لمواجهة المهددات والحوادث البيولوجية.
-
انشاء الأداة التنفيذية للتقييم المشترك للمخاطر من قبل القطاعات المتعددة لاتباع نهج الصحة الواحدة، والنهوض بمقدرات التعرف على الخطر والأمراض المشتركة (الأوبئة والجوائح) قبل دخولها واتشارها والتعامل معها واحتوائها.
-
رفع قدرات المختبرات الوطنية وضرورة تمكين الدولة لإنشاء مختبر السلامة المستوى الثالث والرابع بالدولة، وتحديد آليات للكشف والتشخيص وطرق الصحة والسلامة الحيوية عند التعامل مع العوامل البيولوجية والسموم لدرء الخطر.
-
رفع قدرات المحاجر وتعزيز قدرات الكشف والتعرف على المهددات البيولوجية قبل دخولها للدولة (كافة منافذ الدولة وربطها بنظام الكتروني موحد).
-
رفع قدرات الموارد البشرية بالحرص على التأهيل ورفع الكفاءة وإدارة المعرفة وتنظيم دورات وبرامج تدريبية تخصصية في مجال الأمن البيولوجي (إدارة تعليم مستمر) وتعزيز الاهتمام بمؤتمر الإمارات الدولي للأمن البيولوجي والمؤتمرات ذات الصلة لزيادة الوعي والجاهزية والتعاون المشترك داخلياً وخارجياً.
-
رفع قدرات الكوادر الوطنية والموارد البشرية في مجالات علوم الأمراض والأحياء الدقيقة والمناعة والطب الوقائي والأوبئة ونواقل الأمراض والمشاركة في الورش والمؤتمرات العالمية ذات الصلة بالأوبئة والأمن الحيوي.
-
توفير التكنولوجيا الرقمية وتعزيز الابتكار (انشاء أنظمة محطات الرصد والمراقبة، تصميم برامج التنبؤ بالمخاطر واستشراف المستقبل واستخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير أنظمة الإنذار المبكر).
-
رفع مقدرات الجاهزية والاستجابة للمخاطر ومهددات الأمن البيولوجي وسرعة التعافي مع ضمان استمرارية الأعمال.
-
أنظمة مراقبة وتقييم حالة التعافي واتباع خطوات العودة للعمل الطبيعي بتعزيز القدرات (الإنسانية-الاقتصادية-الثقافية- البيئية-البنية التحتية).
-
تحديد وتقييم القدرات والامكانيات الحالية لضمان سرعة الاستجابة والتعافي في مجال صحة الانسان الحيوان والنبات وسلامة الغذاء والبيئة.
-
اتباع المعيار الوطني لنظام إدارة استمرارية الأعمال NCEMA 7000:2021/SCNS/AE المعتمد من قبل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث (انسيما).
-
توفير التكنولوجيا الرقمية وتعزيز الابتكار (انشاء أنظمة محطات الرصد والمراقبة، تصميم برامج التنبؤ بالمخاطر واستشراف المستقبل واستخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير أنظمة الإنذار المبكر). اعتماد مبادرة للدفاع عن الغذاء تسهل القدرة على الكشف المبكر لمحاولات التعدي الغير متعمد على سلامة الغذاء المحلي والمستورد وإنجاز مخطط سلاسل الامداد المختلفة.
أعضاء اللجنة الوطنية للأمن البيولوجي
اللجنة الاستشارية العلمية للأمن البيولوجي