تستضيف وزارة التغير المناخي والبيئة على مدار يومي 9 و10 أبريل بمقرها في دبي ورشة عمل "التبريد المستدام" بالتعاون مع شبكة الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وجامعة بيرمنغهام وبالشراكة مع جامعة هيريوت وات. وحضر ورشة العمل عدداً من الخبراء والمتخصصين من دولة الامارات ودول الاتحاد الأوروبي لاستعراض سبل تلبية الطلب المتنامي على تبريد الهواء في الدولة ومناقشة فرص التوسع في استخدام أنظمة التبريد منخفضة الكربون وتسريع نشرها.
وفي كلمته الافتتاحية للورشة قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة: " تحظى عمليات تبريد الهواء باهتمام بالغ في عدد من المناطق على مستوى العالم وبالأخص تلك التي تتجاوز درجات الحرارة فيها 45 درجة مئوية خلال فصل الصيف، ومنها منطقة الخليج، حيث تستحوذ مكيفات الهواء في دولة الامارات على وجه الخصوص على ثلثي إجمالي استهلاك الطاقة خلال أشهر الصيف."
وأضاف: "إن النمو الاقتصادي الذي تشهده دولة الامارات والذي يترافق مع زيادة حدة تداعيات التغير المناخي العالمي، يخلق حاجة ضرورية للموازنة بين الطلب المتزايد على عمليات تبريد الهواء وحجم الطاقة الذي تستهلكه وتحقيق الأهداف البيئية للدولة من خلال التركيز على تقنيات حلول التبريد الجديدة الأكثر صداقة للبيئة والاقل استهلاكاً للطاقة."
وتتوقع اللجنة الدولية للتغيرات المناخية (IPCC) أن يسجل الطلب العالمي على الطاقة المرتبط بمكيفات الهواء نمواً كبيراً بمعدل يتجاوز 33 ضعفاً بحلول العام 2100، ليصل إلى 10 ألاف تيرا واط/الساعة، أي ما يعادل نصف إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم في العام 2010. كما تشير التقديرات الدولية إلى أنه بحلول منتصف القرن الحالي سيستهلك العالم معدل طاقة أكبر للتبريد عما يستخدم للتدفئة، مما ينذر بزيادة عالية جداً لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري والملوثة للبيئة، لذا يجب تسريع العمل والجهود المبذولة في طرح حلول تبريد نظيفة ومستدامة.
ومن جهته قال سفير الاتحاد الأوروبي في الامارات سعادة باتريزيو فوندي: "إن المفوضية الأوروبية تدرك جيداً أن مشكلة التبريد واستهلاكه للطاقة لم تكن تحظى بالاهتمام المناسب في سياسات الطاقة التي يتم اعتمادها ومناقشتها بشكل دائم، على عكس عمليات وقطاعات أخرى مثل التدفئة والنقل وتوليد الكهرباء، إلا أن تفاقم حجمها دفع المفوضية لاتخاذ خطوات جدية في هذا المجال بدأتها بإطلاق استراتيجية التدفئة والتبريد في فبراير 2016."
وأضاف: "ومن هذا المنطلق، يشرفنا مشاركة أفكارنا وخبرتنا في مجال تقنيات التبريد المستدام مع مسؤولي وخبراء منطقة الخليج والدخول في حوار مثمر من شأنه المساهمة في معالجة التحديات البيئية والمناخية المشتركة."
ومن جهته، قال خبير التبريد العالمي، البروفيسور توبي بيترز من جامعة برمنغهام، الذي ترأس الجلسة: "لا تحتاج الزيادة المضطردة في الطلب على التبريد إلى مجرد أجهزة تكييف هواء وتبريد أكثر كفاءة في استهلاك الكهرباء، وإنما تحتاج إلى ابتكار طرق جديدة بالكامل للتبريد تمكننا من استخدام الطاقة وتخزينها ونقلها حرارياً والحصول عبرها على التبريد المطلوب دون الحاجة إلى تحويلها إلى كهرباء."
وفي ظل تصدر دولة الامارات الجهود العالمية المبذولة في نشر حلول أنظمة التبريد، فإن حلولا ناشئة أخرى أكثر صداقة للبيئة بدأت في الظهور والتزايد، يجب التعريف بها وتوسيع نطاق استخدامها، ومنها تقنيات التبريد المعتمدة على امتصاص طاقة الشمس وتحويلها إلى تبريد بشكل مباشر، ومحركات التبريد المعتمدة على الهواء السائل والنيتروجين، وغيرها من الحلول الأخرى.
وبدوره، قال فرانك ووترز مدير شبكة الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لتكنولوجيا الطاقة المستدامة: "إن المسؤولين وصانعو القرار أدركوا جيداً أن تحقيق أهداف المناخ يفرض ضرورة خفض استهلاك قطاع التبريد للطاقة وتقليل معدل الوقود الأحفوري المستخدم."
وأضاف: "ما تخرج به ورش العمل والندوات المتخصصة من أفكار وحلول مستدامة وخطط مستقبلية يساعد على صناع القرار على رسم سياساتهم الخاصة بهذا القطاع، وهذا ما نحرص عليه خلال هذه الورشة، حيث ستشكل النتائج والتوصيات التي سيتم اعتمادها خطوة هامة على نشر حلول وتوجهات التبريد المستدامة الجديدة إقليميا وعربيا، كما ستفتح المجال من خلالها لإقامة شراكة أكاديمية بحثية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الامارات للمساعدة في تنفيذ هذه الحلول ونشر تقنياتها."