• معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي يشارك في جلسة نقاشية حول مستقبل الغذاء
شارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في حفل غداء خاص استضافه صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز أمير "ويلز" لمناقشة موضوع "الأغذية المنسيّة" والمساعدة في رفع الوعي بأهميتها وضورة تنفيذ برامج تنوع المحاصيل لتحقيق الأمن والتنوع الغذائي عالمياً.
عقد الحفل في كلارنس هاوس، مقر إقامة الأمير في العاصمة البريطانية لندن، تحت شعار "الغذاء للأبد – إجراءات من أجل نظام غذائي مرن"، وحضر الحفل فخامة أمينة فقيم رئيس جمهورية موريشيوس، ورئيس مبادرة " غذاء للأبد"، وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي قطاع الأغذية والزراعة والقطاع المالي وممثلي المنظمات غير الحكومية.
ونقل معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي تحيات القيادة الرشيدة وتقديرها إلى صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز لكونه من أكثر المناصرين حماسة لقضايا حماية البيئة والزراعة المستدامة، وجهوده للحفاظ على استدامة التنوع الزراعي العالمي لتوفير الغذاء لسكان الأرض منذ أعوام عديدة.
وعقب الحفل شارك معالي الدكتور ثاني الزيودي في جلسة نقاش طاولة مستديرة تحت عنوان "العمل معا من أجل مستقبل الغذاء"، حيث ناقش المشاركون القضايا المؤثرة على النظم الغذائية العالمية، ودور تنوع الغذاء في دعم استدامة الزراعة وزيادة القيمة الغذائية للغذاء.
وقال معاليه في كلمته خلال نقاشات الطاولة المستديرة: "على الرغم من محدودية الإنتاج المحلي الزراعي لدولة الامارات، واعتمادها في تلبية ما يقارب نسبة 90% من الاحتياجات المحلية للغذاء عبر الاستيراد من الخارج، وذلك بسبب ما شهدته الدولة من تطور حضاري وعمراني منذ تأسيسها قبل 46 عاما، وزيادة تعداد سكانها بنسبة لا تقل عن 3000%، إلا أنها تمتلك تاريخاً وإرثاً طويلاً في الزراعة وتربية الماشية."
وأضاف: "استخدم أسلافنا منذ العصر البرونزي موارد أرضنا المائية الشحيحة بحكمة وتخطيط محكم، وطوروا نظام "الطوي" الذي حقق توازناً بين الاستخدام الرشيد للمياه والقدرة على زراعة احتياجاتهم من الغذاء، بالإضافة لاستخدامهم نظام الري التقليدي "الفلج" ما دعم حركة الزراعة في هذا الوقت وشكل أساس لحركة الاقتصاد الإماراتي وقتها إلى جانب حرفتي الرعي والصيد."
وأشار إلى أن ضمان تلبية الاحتياجات المحلية للغذاء في دولة الامارات، وامتلاكها لتاريخ وارث زراعي جيد، فرض ضرورة لتطوير آليات الزراعة لضمان استدامة الغذاء، وإقرار استراتيجيات طويلة الأمد لتحقيق هذا الأمر.
وأوضح معاليه: "تحقيقاً لهذا الأمر، شرعت دولة الامارات العربية المتحدة في إعداد وتطوير استراتيجية طويلة المدى لتحقيق التنوع الغذائي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، بهدف ضمان توافر واستدامة المنتجات الغذائية لتلبية الاحتياجات المحلية من خلال اعتماد منظومة متكاملة تشمل الإنتاج المحلي، وعمليات الاستيراد، والاستثمار في الزراعة في دول أخرى، وإجراء الأبحاث لتطوير آليات الزراعة وزيادة حجم الإنتاج."
وأكد الدكتور الزيودي على ضرورة حماية البيئة بشكل عام كأساس لضمان استدامة التنوع البيولوجي، مشيرا إلى أن دولة الإمارات عبر توجيهات قيادتها الرشيدة تنفذ مجموعة واسعة من السياسات والاستراتيجيات وتشارك في النشاطات والفعاليات البيئية الدولية بما ذلك ما تختص بالتغير المناخي والتنوع البيولوجي، بهدف حماية البيئة والحفاظ على استدامة مواردها الطبيعية.
وفي ختام كلمته أكد معاليه على السعي الدائم لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لدعم الجهود العالمية المبذولة في مجال ضمان التنوع الغذائي واستدامة، بما يخدم تحقيق هدف أكبر وهو حماية التنوع البيولوجي العالمي، ومكافحة آثار التصحر، وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
الجدير بالذكر أن الزراعة الحديثة حالياً تركز على عدد قليل من المحاصيل لإنتاج الغذاء حول العالم. ومن هنا تأتي أهمية تنوع المحاصيل التي يمكنها تحقيق زيادة في الإنتاج وقيمة غذائية عالية، وهي تشمل العديد من المحاصيل التي تدعى "الأغذية المنسيّة" والمهددة بخطر الضياع بالرغم من قدرتها على مساعدة قطاع الزراعة في التكيف مع تأثيرات التغير المناخي وتوفير نظام غذائي أكثر استدامة للأجيال القادمة ولأعداد سكان العالم الأخذة في النمو.