أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة الدورة الأولى من أسبوع الابتكار في الخدمات البيطرية والتي تمتد في الفترة من 8 إلى 11 فبراير الجاري، في إطار جهودها لتعزيز سلامة واستدامة وزيادة الثروة الحيوانية ودعم الاستثمار في هذا المجال.
وتقام فعاليات الدورة الأولى من الأسبوع – افتراضيا – تطبيقاً للإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة كوفيد – 19، وضماناً للحفاظ على الصحة العامة.
ويأتي تنظيم الأسبوع كتعزيز لمبدأ الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وتطويراً لمنتدى المستحضرات البيطرية الدوائية الذي نظمته الوزارة سابقاً لعدد من الدورات ضمن استراتيجيتها لتحقيق استدامة الثروة الحيوانية وسلامة الغذاء.
وتشمل فعاليات الأسبوع تنظيم مجموعة من الندوات والجلسات الافتراضية لمناقشة موضوعات تطوير المنتجات البيطرية اعتماداً على توظيف احدث التقنيات العالمية، والمعايير التنظيمية للطب البيطري، وتكامل الخدمات البيطرية في استخدام المضادات البكتيرية ومقاومتها، والمعايير الدولية لحماية ورعاية الحيوانات، وبالإضافة إلى مناقشة مجموعة واسعة من مستجدات الامراض الحيوانية.
ومن جهته قال سعادة المهندس سيف الشرع وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة والقائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الأسبوع: " إن تنمية الثروة الحيوانية وضمان استدامتها تمثل أحد المستهدفات الرئيسة لوزارة التغير المناخي والبيئة ضمن هدفها الاستراتيجي لتحقيق أمن واستدامة الغذاء في دولة الإمارات."
وأضاف: " وتعتبر المستحضرات البيطرية والخطط الوطنية لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والصحة الحيوانية والرفق بالحيوان أحد الركائز الرئيسية في تطوير الإنتاج الحيواني وحماية صحته، وتزداد أهميتها لما لها من تأثير مباشر على الصحة العامة الامر الذي يتطلب تنظيم هذه المجالات بشكل يعزز من معدلات الأمن الحيوي والوقاية من الأمراض الحيوانية."
وأشار إلى ان دولة الإمارات تبذل العديد من الجهود في هذا الخصوص، في مقدمتها تهيئة البنية التشريعية اللازمة لتطوير القطاع وتحقيق مستهدفاته، حيث أصدرت القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2017 في شأن المستحضرات البيطرية لتنظيم تداول هذا النوع من المستحضرات، بالإضافة إلى باقة واسعة من التشريعات والقرارات الداعمة.
وأكد سعادته أنه على الرغم من الجهود المبذولة للحفاظ على الصحة الحيوانية إلا أن هذا الهدف ما يزال يواجه تحديات عدة، أهمها مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وفي هذا الصدد تسعي الوزارة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين لوضع الخطط الوطنية لترشيد استخدام المضادات الحيوية البيطرية وتجنب المخاطر المترتبة عن سوء استعمالها بما يتوافق مع التوصيات الدولية الصادرة من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة.
وأوضح أنه مواكبةً لتوجهات دولة الإمارات القائمة على التعاون والتنسيق الدائم وتبادل الخبرات والتجارب، جاءت فكرة تنظيم أسبوع الابتكار في الخدمات البيطرية والذي يعد الأول من نوعه بالمنطقة للتركيز على أربعة محاور رئيسة يتلخص الأول في أهمية تسجيل المستحضرات البيطرية لضمان جودتها وفعاليتها وأمانها على الحيوانات، فيما يختص المحور الثاني بالأمور المتعلقة بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والمحور الثالث يختص بالصحة الحيوانية على ان يختص المحور الرابع بالرفق بالحيوان.
وشملت فعاليات اليوم الأول من أسبوع الابتكار في الخدمات البيطرية، مجموعة من الجلسات الافتراضية ضمن أعمال "معمل الابتكار في الخدمات البيطرية"، ومنها جلسة جهود المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وآليات ونظم التسجيل المركزي للمنتجات البيطرية في دول مجلس التعاون الخليجي، والمعايير والممارسات التنظيمية العالمية للطب البيطري، وبالإضافة إلى مناقشة الخبرات الدولية في تسجيل المنتجات البيطرية.
وستتناول فعاليات اليوم الثاني إشكالية مقاومة مضادات الميكروبات وجهود مكافحتها، عبر مجموعة من المداخلات تضم استعراض البرامج العالمية لمقاومة الميكروبات، ودور وأهمية هذا النوع من المقاومة في تعزيز الصحة والثروة الحيوانية، وبدائل المضادات الحيوية، ومناقشة تكامل الخدمات البيطرية ودورها في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، بالإضافة إلى استخدام مضادات حيوية مهمة طبياً للحيوانات المنتجة للأغذية.
وستركز أعمال اليوم الثالث على الابتكار في رعاية الحيوانات، وستضم الفعاليات مجموعة من المداخلات ا منها برامج التعامل مع الحيوانات الضالة وإداراتها بالشكل الصحيح وسيتم تقديم إمارة دبي، ومأوى الشارقة للقطط والكلاب كنموذج لهذه البرامج، وسيتم استعراض دراسة حالة للإدارة الناجحة للمزرعة وستقدم "مزرعة الجمال" في الشارقة كنموذج، كما ستشمل الفعاليات استعراض المعايير الدولية لرعاية الحيوانات، ودور التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في تعزيز رعاية الحيوانات.
وستتناول فعاليات اليوم الأخير الابتكار في تعزيز الصحة الحيوانية وتنميتها، عبر استعراض ومناقشة مجموعة من الموضوعات منها آليات التسويق للمزارع التقليدية، وتأثير الأوبئة على صناعة الدواجن، والوضع الحالي لمرض الجهاز التنفسي الفيروسي للدواجن، ونماذج من التقنيات الحديثة في الإنتاج الحيواني، وأهمية التشخيص لتعزيز صحة الحيوان.
ويشارك في فعاليات الأسبوع مجموعة واسعة من المسؤولين والخبراء والمختصين الدوليين من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، وعدد من المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة الحيوانية، بالإضافة لممثلين ومختصين من كافة الجهات الحكومية المحلية المعنية بالقطاع.