شارك وفد الدولة برئاسة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في مؤتمر المحيط الهندي بدورته الثالثة تحت شعار "ترسيخ العلاقات الإقليمية" في العاصمة الفيتنامية هانوي والذي استمر على مدار يومين بحضور ممثلين عن 43 دولة مشاركة و28 وزيراً، ويعد منصة عالمية لتبادل ومناقشة وجهات نظر الدول وتجاربها حول الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للمنطقة، وركز المؤتمر هذا العام على تعزيز التعاون الدولي الاستراتيجي وتطوير آليات الحوكمة.
وخلال كلمة الدولة التي القاها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في الجلسة الوزارية، أكد أن الموقع الجغرافي للمحيط الهندي أكسبته أهمية عالمية كونه في قلب الكرة الأرضية ويساهم بشكل كبير في نمو وازدهار الاقتصاد العالمي، وتشهد دولة الإمارات على هذه الأهمية في مجالات عدة، أهمها أنه طريق الشحن الأهم عالميا لنقل النفط، وعلى مدار عقود ساهم في زيادة حركة الإمدادات النفطية بين منطقة الخليج العربي وشرق آسيا.
وأضاف معاليه: "حرص الدولة على المشاركة في المؤتمر تأتي انطلاقا من توجهاتها لتعزيز علاقاتها في المجالات كافة وبالأخص الاقتصادية مع دول العالم بشكل عام ومنطقة الاقتصادات الآسيوية على وجه الخصوص، في ظل التوقعات العالمية بارتفاع معدل نمو حجم صادرات هذه الاقتصادات من 17 في المائة 2010 إلى 28 في المائة 2030، ما يؤكد على مدى أهمية منطقة دول المحيط الهندي عالمياً".
وأوضح الزيودي أن التطور والتقدم الذي حققته دولة الإمارات حققت خلال الفترة الماضية تطور وتقدم كبير حيث تحولت لمركز ربط اقتصادي وتجاري بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وبوابة الدخول الأهم لمنطقة الشرق الأوسط، لذا تلتزم بشكل دائم بتعزيز تعاونها مع دول منطقة المحيط الهندي بما يدعم استمرارية المحيط كطريق ذو أهمية عالية للتجارة الحرة والملاحة.
وسلط وزير التغير المناخي والبيئة الضوء على دور الإمارات البارز في تعزيز لتعاون الإقليمي في المنطقة في مجالات وقضايا عدة ومنها الالتزام بالعمل على مواجهة تداعيات التغير المناخي والعمل على خفض تأثيرها والتكيف معها، مشيراً إلى أن الإمارات من أوائل الدول التي عملت على نشر استخدام حلول الطاقة المتجددة محليا وعالميا، كما أنها تستضيف مقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ايرينا"، وهي عضو في التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وفي استراتيجيتها للطاقة 2050 تستهدف زيادة حصة الطاقة النظيفة من إجمالي إنتاج الطاقة محليا لتصل إلى 27% في العام 2021، وبحلول 2050 ترتفع هذه النسبة إلى 50%، على أن يخصص 44% منها من مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف: "هذا التقدم والمكانة التنافسية العالمية التي حققتها دولة الإمارات، وتستمر في الحفاظ عليها وتطويرها عبر رؤى القيادة الرشيدة ساهمت في تحقيق نجاحات عالمية عدة منها اختيار إمارة دبي لاستضافة المعرض العالمي أكسبو 2020 والذي يمثل بدوره حرص الدولة وإدارتها الاحترافية لمنظومة تعزيز التعاون الدولي."
وحول استدامة البيئة البحرية والحفاظ على مواردها قال معالي الدكتور الزيودي: "إن دولة الإمارات باعتبارها دولة ساحلية، تدرك جيدا أهمية الموارد البحرية للتنمية الاقتصادية وخدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها، وتؤمن بشدة بمفهوم الاقتصاد الأزرق، لذا نعمل مع شركائنا لضمان الإدارة المستدامة للحياة البحرية المتوفرة في مياهنا، والحد من تلويثها، بالإضافة إلى إنشاء المناطق المحمية."
وكشف معالي الدكتور الزيودي في ختام كلمته عن تولي دولة الإمارات "رئاسة منظمة الدول المطلة على المحيط الهندي" وذلك بدءاً من أكتوبر 2019 ولمدة عامين، مؤكداً على التزام الدولة بمواصلة وتعزيز التعاون الدولي في إدارة المحيط الهندي وأمنه واقتصاده.
كما ترأس معالي الدكتور ثاني الزيودي مشاركة وفد الدولة، الذي ضم سعادة عبيد سعيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية فيتنام الاشتراكية، في عدد من الجلسات مع أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من الدول المشاركة لمناقشة مجموعة من المحاور الرئيسة حول الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدول منطقة المحيط الهندي.