تخطي قائمة التنقل

تفاصيل الخبر

د. ثاني الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة: المرأة الإماراتية والاستدامة.. حضور لافت ومتميز

الإثنين, 28 أغسطس 2017

منذ أربعة عقود فقط كانت قلة قليلة من بنات الإمارات لديهن القدرة على المشاركة في جهود التنمية التي بدأت عجلتها بالدوران مع قيام دولة الاتحاد في ديسمبر 1971 نتيجة لعوامل عديدة ومختلفة.

وشكّلت مشاركة المرأة الإماراتية في عملية التنمية أحد التحديات الرئيسية التي أولتها قيادتنا الرشيدة اهتماماً خاصاً انطلاقاً من إدراكها بأن تحقيق التنمية واستمرارها لا يمكن أن يقوم دون مشاركة حقيقية وفاعلة من أبناء الإمارات كافة، وعلى وجه الخصوص المرأة الإماراتية، فهي لا تشكل نصف المجتمع فقط، بل النصف الأهم. وقد عبر  الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوضوح عن ذلك حين قال "إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة ".

وبفضل سياسات التمكين الحكيمة التي انتهجتها قيادتنا الرشيدة والتي جعلت "بناء الإنسان وتمكينه" أولويتها المطلقة، وما وفرته من فرص وإمكانيات، أصبحت المرأة الإماراتية، وخلال سنوات قليلة، شريكاً أساسياً في صناعة التنمية بدولة الإمارات جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل. ولعل نظرة سريعة لخريطة انتشار المرأة الاماراتية في مواقع ومجالات العمل المختلفة تؤكد بشكل جلي دورها المؤثر، فالمرأة الإماراتية تشغل حوالي ثلثي الوظائف الحكومية، وثلت الوظائف القيادية، ولديها حضور ثابت وفاعل في القطاع الخاص كموظفة وكسيدة أعمال، ففي وزارة التغير المناخي والبيئة – على سبيل المثال - تبلغ نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل المواطنة أكثر من 55% موزعة على مختلف الدرجات والتخصصات الفنية والإدارية، يقمن بعمل رائع بطريقة مُتقنة ومتميزة وحماس لافت.

والمكانة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية اليوم لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة منطقية لرحلة طويلة وشاقة من العمل الدؤوب الذي بذلته المرأة، وقدرتها الاستثنائية على استثمار ما أتيح لها من فرص وإمكانيات بأفضل صورة ممكنة لتنمية معارفها ومهاراتها وتعزيز قدرتها على المشاركة في بناء وطنها والارتقاء به، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة (حفظه الله) حين قال في عام 2009 إنّ : "ما وصلت إليه المرأة الإماراتية في الآونة الأخيرة لم يكن تطوراً مفاجئاً بل هو تتويج لمسيرة طويلة رسم خطوطها القائد المؤسس الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"

ودور المرأة الإماراتية في تحقيق الاستدامة لا ينفصل ولا يقل أهمية عن دورها في المجالات الأخرى، بل قد يكون أكثر أهمية، فالمرأة الإماراتية تتمتع بالعديد من المزايا التي تجعل هذا الدور أكثر تأثيراً وفاعلية، لعل أبرزها دورها الأساسي في تنشئة أبنائها، أجيال المستقبل، وقدرتها على غرس مبادئ حماية البيئة والاستدامة وممارساتها في وجدانهم في مرحلة عمرية مبكرة، خاصة وأن المرأة الإماراتية تتمتع بوعي بيئي مرتفع أكدته نتائج "الدراسة الاستطلاعية حول قياس الوعي البيئي لدى المرأة بدولة الإمارات" التي أجراها الاتحاد النسائي العام حيث اقتربت نسبة النساء اللائي يمتلكن معارف بيئية من 80% من العينة المختارة، وهي نسبة تفوق المتوسط العام للوعي البيئي على المستوى الوطني التي سجلتها نتائج قياس الوعي البيئي التي أجرتها وزارة التغير المناخي والبيئة في إطار الاستراتيجية الوطنية للتثقيف والتوعية.

إن موقع المرأة في الأسرة ومكانتها، سواءً كانت ربة بيت أو امرأة عاملة، تجعل لدورها قيمة كبيرة، ولمشاركتها أثر أكبر في كافة القضايا البيئية، لا سيما ذات الصلة بأنماط الاستهلاك التي تعتبر واحدة من القضايا ذات الأولوية على الصعيدين العالمي والوطني، وهو دور نُعوّل عليه كثيراً، فنحرص على استثمار قدرات المرأة الإماراتية ووعيها وحماستها، وتوظيفها على أفضل وجه ممكن لتحقيق التنمية المستدامة بما يتفق مع رؤية الإمارات 2021 وأهداف "مئوية الإمارات 2071"، والانتقال من مرحلة "تمكين المرأة" الى مرحلة "تمكين المجتمع بالمرأة" كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة – رئيس مجلس الوزراء- حاكم دبي (رعاه الله) في تغريده له عشية احتفالنا بيوم المرأة الإمارتية في العام الماضي: "نحن لا نُمكّن المرأة .. نحن نُمكّن المجتمع بالمرأة".

وكما هو الحال في المجالات الأخرى، فقد رأينا في السنوات الماضية حضوراً لافتاً ومتميزاً للمرأة الإماراتية في مجال العمل البيئي، قائدة وموظفة ومتطوعة، وأثبتت من خلاله كالعادة "جدارتها وكفاءتها وتميزها ونجاحها في قيادة العديد من القطاعات الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والسياسية، وأضافت للعمل الوطني أبعاداً مهمة وأساسية في مسيرة التطور والازدهار" كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي – نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظه الله). ومن المؤكد أن سياسات التمكين التي تواصل دولة الإمارات تطويرها على مختلف المستويات، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة والمؤشر الوطني للتوازن بين الجنسين، ستُمكّن المرأة الإماراتية من المضي قُدماً في طموحاتها وتطلعاتها الى أبعد مدى.

ويشرفني أن أغتنم مناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية لأتقدم بأصدق التهاني والتبريكات الى النموذج الأكثر إلهاماً للمرأة والأعمق تأثيراً فيها "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام - الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية - رئيسة المجلس الاعلى للأمومة والطفولة، والى كل بنات الإمارات، وأن نعرب عن احترامنا وتقديرنا العميق لما يبذلنه من جهد لتطوير مجتمعهن ووطنه ورفع مكانته المرموقة في كافة المحافل الدولية.  

هل محتوى الصفحة ساعدك على الوصول للمطلوب؟

يمكنك مساعدتنا على التحسين من خلال تقديم ملاحظاتك حول تجربتك.

Article Image

هل استخدمت خدماتنا في مركز الخدمة الخاص بنا أو رقميًا مؤخرًا؟