شدد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الدولي وتسريع وتيرة الحراك لدعم تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالمياً، للمساهمة في تعزيز حماية البيئة والعمل من أجل المناخ، ولضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
وأوضح أن جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد وطبيعة التعامل العالمي معها قدمت درساً مهماً مفاده أن الاستعداد المسبق والتعاون والتنسيق والالتزام بالمتطلبات أساس النجاح في مواجهة كافة التحديات، الأمر الذي يجب الاستفادة منه في العمل العالمي لمواجهة التحدي الأكثر خطورة ليس على مستقبل البشرية فحسب وانما على الحياة على كوكب الأرض ككل، تحدي التغير المناخي وتداعياته.
جاء ذلك خلال إلقاء معاليه لبيان دولة الإمارات في الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة الحادية عشر من اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، المقامة في العاصمة أبوظبي -بشكل افتراضي -.
جهود "آيرينا"
وقال معاليه: " إن السنوات العشر الماضية من عمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة شهدت تطوراً كبيراً في نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة عالمياً، حيث تضاعف حجم الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة من 1136 جيجاوات، ليتجاوز 2537 جيجاوات، شارك الوكالة في دعمه وتعزيزه بقوة، كما سجلت نمو في عدد الدول أعضاءها الراغبين في تعزيز تحول الطاقة العالمي وزيادة اعتمادهم على شكل أكثر صداقة للبيئة من الطاقة، حيث ارتفع عددهم من 85 إلى 163 دولة عضو، إضافة إلى 21 دولة في مرحلة إجراءات المصادقة."
وأكد معاليه أن الانتشار الذي حققتهُ حلول الطاقة المتجددة عالمياً يعد مبشراً، ولكن ما يزال أمام المجتمع الدولي الكثير لتجاوز التحديات التي تواجه تحول الطاقة وزيادة استخدام حلول الطاقة المتجددة.
نموذج الإمارات
واستعرض معاليه جهود دولة الإمارات في نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة كنموذج ناجح وفعال في الالتزام بتعزيز تحول الطاقة، موضحاً أنه بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، سجلت دولة الإمارات ضمن التزامها الطوعي بالعمل من أجل البشرية والمناخ إنجازاتٍ ملموسة في مجال الطاقة المتجددة على المستوى المحلي، حيث ارتفعت القدرة الإنتاجية من 10 ميجاوات في 2009 إلى 2400 ميجاوات حالياً، وبدخول المشاريعِ الجاري تطويرها حيّزَ التشغيلِ الفعلي.. ستساهم في إضافة 6000 ميجاوات جديدة بحلول 2030.
وأضاف معاليه: " وعلى المستوى العالمي ساهمت عبر الشراكة بين "آيرينا"، و"صندوق أبوظبي للتنمية"، وشركة مصدر في تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في الدول الجزرية للبحر الكاريبي، ودول الجزر في المحيط الهادي، بقيمة تمويلية بلغت 450 مليون دولار، وعبر الاستثمار باتت شركة مصدر أحد أهم اللاعبين الدوليين في هذا المجال حيث تدي محفظة من مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة إنتاجية تبلغ 11 جيجاوات في ما أكثر من 30 دولة حول العالم."
وتابع: " كما ساهمت جهود الدولة في تسجيل التكلفة الأقل لإنتاج هذا النوع من الطاقة عالمياً، حيث سجلت في العام 2019 كلفة لوحدة الإنتاج لم تتجاوز 1.7 سنت لكل كيلو وات في الساعة، وفي 2020 وعبر مشروع الطاقة الشمسية في منطقة الظفرة سجلت كلفة اقل انخفاضا حيث لم تتجاوز 1.35 سنتاً لكل كيلووات في الساعة."
وأشار معاليه إلى الالتزام – الطوعي – لدولة الإمارات نحو جهود العمل من أجل البيئة والمناخ ونشر حلول الطاقة المتجددة عبر إعلانها عن التقرير الثاني من مساهماتها المحددة وطنياً والتي تشمل في أحد أهم جوانبها التخطيط المستقبلي لخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، وتطوير الدولة لأول شبكة تجارية في المنطقة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه بما يعزز تحقيق "حيادية الكربون"، وزيادة حصة الطاقة النظيفة ، لتصل إلى قدرة إنتاجية 14 جيجا وات بحلول 2030، و50% من إجمالي مزيج الطاقة المحلي بحلول 2050.
العمل المستقبلي
وقال معاليه: " إن الطريق طويلاً للوصول بمسيرة تحول الطاقة العالمية للمستوى المطلوب للمساهمة بفاعلية لمواجهة تحدي تغير المناخ ويضمن مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، فوفقاً لـ"آيرينا" يتطلب الانتقال لنظام طاقة عالمي خالٍ من الانبعاثات الكربونية مزيداً من الاستثمارات في قطاع الطاقة بمبالغ تقدر بـ 15 تريليون دولار بحلول 2050، لذا يجب أن علينا جميعاً تكثيف جهودنا ورفع سقف طموحاتنا لدفع وتسريع وتيرة تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالمياً."
أسبوع أبوظبي للاستدامة
وفي ختام بيان دولة الإمارات أشار معالي الدكتور بلحيف النعيمي إلى الأهمية العالمية التي بات أسبوع أبوظبي للاستدامة يمثلها على مستوى دعم وتعزيز جهود نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة وتحقيق الاستدامة، داعياً ممثلي الدول الأعضاء في "آيرينا" للتفاعل مع فعاليات ومناقشات الأسبوع للخروج بتوصيات وتوجهات مستقبلية تساهم في تحقيق الاستدامة وحماية البيئة وتعزيز العمل من أجل المناخ وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.