ضمن فعاليات الدورة التاسعة لاجتماعات الجمعية العمومية لوكالة الطاقة المتجددة "آيرينا"، شارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في جلسة "الاجتماع رفيع المستوى – تقييم الأداء والتقدم" بحضور مجموعة من رؤساء الدول الأعضاء، والمدير العام للوكالة عدنان أمين، ورئيس الدورة التاسعة لي فانغ رونغ.
وفي كلمته خلال الجلسة أثنى فخامة تانيتي ماماو رئيس دولة كريباتي على الجهود البارزة التي بذلتها "آيرينا" لدعم جهود تحول الطاقة في دولة كريباتي، وتعزيزها لتطوير خارطة طريق الطاقة المتكاملة 2017 – 2025، والتي تعتمد على الطاقة المتجددة بشكل شبة كامل، لافتاً إلى أن تأييد ودعم الدول الأعضاء في الوكالة وبالأخص دولة الإمارات ساهم في تطوير هذا المجال بشكل كبير في كريباتي.
وقال دولة رئيس وزراء أوغندا الدكتور روهاكانا روغوندا في كلمته: " إن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة عزز قدرة أوغندا على تقييم مواد الطاقة المتجددة المتوفرة بها، والعمل ضمن مبادرة ممر الطاقة النظيفة التي تشرف عليها "ايرينا" في أفريقيا ساعدنا على بناء قدراتنا للاستفادة من الطاقة الشمسية كمصدر هام وحيوي لإنتاج الطاقة."، مثمنا الدور الهام الذي لعبه المدير العام للوكالة عدنان أمين في تعزيز الجهود المبذولة في دول أفريقيا.
وبدوره قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في كلمته خلال الجلسة: "إن التقدم والتطور الذي حققته الوكالة على مدار 10 سنوات يمثل فخراً وخطوة فارقه بالنسبة لدولة الإمارات، ليس لأنها المستضيف ودولة المقر فحسب، ولكن لأن الإمارات وبفضل رؤية وتوجهات قيادتها الرشيدة ساهمت بشكل فعال في تبني ونشر حلول الطاقة المتجددة حول العالم، حتى بات مفهوم تحول الطاقة عنواناً رئيسا في كافة المحافل الدولية."
وأضاف معاليه: " إن استضافة المقر الرئيس للوكالة في الإمارات وانطلاق كافة نشاطاتها وأدوارها المؤثرة والفعالة، ساهم في تغيير النظرة العامة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من منطقة اقتصاد نفطي إلى منصة لجهود التحول العالمي
للطاقة، وعلى مدار 10 سنوات ساهمت جهود الإمارات في خفض تكلفة انتاج الطاقة عبر المصادر المتجددة وبالأخص الطاقة الشمسية."
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات وعبر توجه متكامل نحو تحول الطاقة وزيادة الاعتماد على المصادر المتجددة والنظيفة خلال السنوات الماضية، تمكنت من تحقيق تقدم ملموس في اعتمادها على هذا النوع من الطاقة كبديل للنفط، واعتمدت مؤخراً استراتيجيتها لزيادة حصة هذه الطاقة من إجمالي مزيج الطاقة المنتج محليا إلى 27% بحلول 2021، ثم 44% بحلول 2050."
ولفت معالي الدكتور الزيودي إلى أن دولة الإمارات وعبر تعاونها مع الوكالة ساهمت في نشر وتنفيذ حلول الطاقة المتجددة في عدد كبير من الدول النامية حول العالم، ومنها الشراكة التي تم توقيعها بين صندوق ابوظبي للتنمية والوكالة لتمويل مشاريع هذا النوع من الطاقة في عدة دول بشكل مرحلي بقيمة إجمالية تصل إلى
350 مليون دولار.
وأضاف معاليه أن هذا النوع من التعاون ساهم في خلق شراكات جديدة نشرت عبرها دولة الإمارات حلول الطاقة المتجددة في مناطق أخرى، ومنها مشاريع عدة في دول منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ بقيمة استثمار وتمويل تقدر بـ 650 مليون دولار تقريباً منذ العام 2013.
وثمن معالي الدكتور الزيودي الدور الهام الذي لعبه المدير العام للوكالة عدنان أمين منذ إنشائها، في توظيف واستغلال كافة الإمكانات المتاحة والعمل على عقد الشراكات وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء ورسم استراتيجيات العمل والتوقعات المستقبلية ما ساهم بشكل كبير في تعزيز جهود الوكالة ونجاحها على مدار 10 سنوات في أداء الدور المنوط بها، ووضع مفهوم تحول الطاقة كأداء أهم التوجهات العالمية حالياً.
ومن جهته قال المدير العام للوكالة سعادة عدنان أمين في كلمته خلال الجلسة: "إن قرار تأسيس الوكالة جاء في وقت كان العالم يشهد تحولات وتغيرات عدة في شتى المجالات وبالأخص في مجال الطاقة، وكان التساؤل المطروح وقتها ما هي الخيارات الأنجع للطاقة المتجددة وطبيعة الأطر الوطنية المساعدة الواجب إقرارها والعمل وفقا لها لتوظيف واستغلال هذا النوع من الطاقة بشكل فعال، وعلى مدار 10 سنوات عملت الوكالة على تحليل ورصد الأوضاع في العالم أجمع وتحديد الأدوات والمعلومات والتقنيات اللازمة لتحقيق الاستفادة الفعالة للمصادر المتجددة في إنتاج الطاقة."
وأضاف سعادته: " ساهمت دولة الإمارات بشراكاتها الفعالة في مضاعفة وتعزيز الدور الذي تلعبه الوكالة عالمياً بطرق عدة ومنها الاستثمار والتمويل لنشر حلول الطاقة المتجددة ورفع الوعي العالمي بأهميتها ودورها في تحقيق الاستدامة، وتطبيق نماذج واقعية ناجعة وفعالة على الأرض."
وأشار إلى أن الوكالة وعبر التنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء والمؤسسات الأكاديمية والمعاهد البحثية باتت مرجعية متكاملة لكافة احتياجات ومتطلبات تنفيذ حلول الطاقة المتجددة عالمياً، حيث وضعت إطاراً احصائياً للطاقة المتجددة جمع كافة المعلومات عن تكنولوجيات هذه الطاقة، وكلفتها وكيف يمكن استغلالها، ومدى اسهامها في خلق فرص العمل وتحقيق الازدهار الاقتصادي، وتصدر الوكالة حاليا تقريرا سنويا بالوظائف التي تخلقها الطاقة المتجددة.
ولفت سعادته إلى أن الوكالة وعبر دورها الفعال على مدار 10 سنوات مكنت الدول النامية الجزرية الصغيرة من توصيل صوتها واستعراض احتياجاتها للطاقة، ما ساهم في عقد شراكات عدة معها وتنفيذ العديد من مشاريع تحول الطاقة في هذه الدول، عبر شراكات أهمها مع تقوم به دولة الإمارات حالياً.
إلى ذلك وعلى هامش فعاليات اليوم الختامي للدورة التاسعة من اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، عقد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي عدد من الاجتماعات واللقاءات الجانبية شملت، لقاء مع وزير الطاقة البرتغالي جواو بيدرو، وناقشا خلاله سبل تعزيز التعاون بين الدولتين.
واجتمع معاليه مع وزير البيئة السنغافوري معالي ذوكيفلي مساغوس وتبادلا الحديث حول أحدث آليات وتكنولوجيات تحقيق الاستدامة البيئية وتبادل الخبرات
والتجارب بين الدولتين، كما التقى معالي الدكتور الزيودي مع وزير الطاقة السويسري معالي بنوا ريفاز وناقشا تعزيز التعاون والشراكات بين الدولتين.
إلى ذلك شهدت فعاليات اليوم الختامي عملية التصويت لانتخاب مدير عام جديد للوكالة خلفاً للمدير العام الحالي سعادة عدنان أمين.