الزيودي:
• مشروعات الطاقة المتجددة في الإمارات ساهمت في خفض التكلفة لأقل مستوى عالمياً.
• 50% من طاقة الإمارات نظيفة بحلول 2050.
• الإمارات تلعب دوراً فعالاً في مواجهة تحديات التمويل والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.
• شراكة القطاع الخاص تسرع وتيرة التحول للاستدامة في الإمارات
انطلقت أمس السبت في أبوظبي أعمال الجمعية العمومية الثامنة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بمشاركة أكثر من 150 دولة لمناقشة أعمال الطاقة المتجددة العالمية وتحديد واتخاذ خطوات ملموسة للتعجيل بالتحول العالمي للطاقة.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير الماخي والبيئة في كلمته الافتتاحية لأعمال الجمعية العمومية إن العام الماضي 2017 شهد تحقيق عدد من الإنجازات التي ساهمت في خفض تكلفة انتاج الطاقة وزيادة فعاليتها عبر المصادر المتجددة، حيث سجلت انخفاض بلغ 62% خلال السنوات التسع الماضية، كما يتوقع أن يصل مستوى انخفاض التكلفة العالمية إلى أقل من سعر استخدام الفحم خلال السنوات العشر المقبلة، مما يدعو إلى التفاؤل بمستقبل هذا النوع من الطاقة وقدرته على التوسع خلال السنوات المقبلة.
وأضاف: "إن منطقة الخليج، وعلى الرغم من تصنيفها كأحد أكبر مناطق الاقتصاد النفطي عالميا، إلا أنها وعبر مجموعة من المشاريع التي أطلقتها دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، سجلت المساهمة الأهم في خفض تكلفة إنتاج الطاقة عبر الالواح الشمسية عالميا، حيث حقق مشروع مجمع أبوظبي للطاقة الشمسية رقما قياسيا لتكلفة الإنتاج بلغ 2.42 سنتاً أمريكيا لكل كيلو واط/ساعة للألواح الكهروضوئية، وتلقى مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية عرضا قياسيا أخر بلغت كلفة الإنتاج فيه 7.3 سنتاً لكل كيلو واط/ساعة للطاقة الشمسية المركزة، وبدروها قدمت شركة مصدر الإماراتية العرض الأقل تكلفة عالميا لمشروع "سكاكا" للطاقة الشمسية في السعودية حيث بلغ 1.79 سنتاً أمريكيا لكل كليو واط/ الساعة."
وأوضح معاليه: "من خلال هذا الإنجاز أقرت دولة الامارات العربية المتحدة زيادة النسبة المستهدف تحقيقها من الطاقة عبر المصادر المتجددة من 24% من إجمالي الطاقة المنتجة، إلى 27% بحلول عام 2021، كما اعتمدت القيادة الرشيدة استراتيجية الامارات للطاقة 2050، والتي تستهدف زيادة نسبة الطاقة النظيفة إلى 50%، 44% منها عبر المصادر المتجددة ضمن توجهاتها لتحقيق مبدأ الاستدامة على مستوى القطاعات كافة، وخصوصا قطاع الطاقة."
وأشار الدكتور ثاني الزيودي إلى أن جهود الاستدامة وزيادة معدلات التحول في الطاقة في دولة الامارات لا تقتصر على الجهود الحكومية فحسب، حيث يلعب القطاع الخاص دورا هاما كشريك استراتيجي فعال في تحقيق رؤية الإمارات، منوّهاً إلى أنه خلال العام الماضي أعلنت مجموعة ماجد الفطيم التزامها بتحقيق المحصلة الإيجابية للاستدامة بحلول 2040، كما أعلنت مجموعة النابودة للسيارات عن بنائها لأكبر محطة خاصة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط لتشغيل عملياتها.
وحول أهمية تكثيف جهود تحول الطاقة وزيادة الاعتماد على المصادر المتجددة والنظيفة عالميا لفت معاليه إلى أنه على الرغم من كل هذه الإنجازات والجوانب الإيجابية، إلا أن الحاجة إلى مزيد من التمويل والاستثمار ما يزال يشكل تحدي هام أمام تحقيق طموحات وتوقعات التوسع في استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة، مؤكداً على ضرورة بذل مزيد من الجهود لخلق مصادر تمويل لهذا النوع من المشاريع التي تصب في مصلحة العالم أجمع.
وأوضح أن أبحاث وتحليلات وكالة الطاقة المتجددة (آيرينا)، تظهر الحاجة الماسة إلى ضرورة مواجهة تحدي التمويل والاستثمار وزيادة الجهود الدولية لتوسعة نطاق استخدامات الطاقة المتجددة لتزداد حصتها من إجمالي إمدادات الطاقة إلى 65% عالميا، لتحقيق خفض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بعمليات إنتاج الطاقة بنسبة 90% وبالتالي يساهم في الحفاظ على البيئة من تبعات تغير المناخ.
وأشار معالي الدكتور الزيودي إلى ان دولة الامارات تشارك بدور فعال وملموس بشكل دائم في قضايا التمويل والاستثمار العالمي لتحول الطاقة، حيث انضم صندوق أبوظبي للاستثمار لإتلاف أكبر صناديق الثروة السيادية حول العالم خلال قمة (كوكب واحد) التي استضافها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي، والذي سيعمل على الاستثمار في هذا القطاع.
وأضاف: "من خلال شراكة الامارات مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، قدم صندوق أبو ظبي للتنمية قروضاً ميسرة لمجموعة من مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية منذ عام 2014، حيث تم تخصيص 189 مليون دولار أمريكي لتطوير وإنشاء 19 مشروع للطاقة المتجددة."
وطالب معاليه بضرورة تعزيز الشراكات القائمة، وإيجاد شراكات جديدة بين الأوساط الحكومية والخاصة والأكاديمية للمحافظة على الزخم الذي تحظى به الطاقة المتجددة، وتسهيل جهود التمويل، وتسريع وتيرة انتشارها، وتعزيز مساهمتها في بلوغ أهداف التنمية المستدامة والحد من آثار التغير المناخي.
وتابع أن النمو المستمر والمرتفع في قطاع الطاقة المتجددة يؤكد أهمية عمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي أصبحت صوتاً عالمياً مسموعاً للطاقة المتجددة في المحافل الدولية، بفضل أنشطتها ومنتجاتها المعرفية ذات القيمة العالية.
وقدم الزيودي التهاني إلى معالي كارولينا كوسي، وزيرة الصناعة والطاقة والتعدين في جمهورية أوروغواي الشرقية بمناسبة تسلَمها رئاسة أعمال الجمعية هذا العام، وأشاد بالجهود الدؤوبة للأمين العام ولكافة العاملين في الوكالة.