ترأس معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، وفد دولة الامارات المشارك في فـــي أعـــمــــال الدورة الــــ 44 لــمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامــــــي التي عقدت من 10 إلى 11 يوليو الجاري في أبيدجان بجمهورية ساحل العاج.
وفي مستهل كلمة دولة الإمارات، تقدم معالي الدكتور ثاني الزيودي بالتهنئة إلى جمهورية ساحل العاج عـلـى توليـــها رئاسة الدورة الـــ 44 لـمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامــــي، مؤكداً عـلـى دعم دولة الإمارات للجهود الـتـي ستبذل خلال فترة الرئاسة لتحقيق تطلعات وأهداف المنظمة وخدمة مصالح شعوب الأمة الإسلامية، ومعرباً عن تقدير الدولة لجمهورية أوزبكستان الشقيقة على الإدارة الحكيمة والناجـــحة لأعمال الدورة الـماضية.
وقال معاليه إن دولة الامارات ملتزمة بأهداف المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وأنها عضو فاعل في التحالفات الإقليمية والدولية القائمة لمحاربة هذه الظاهرة على كافة الأصعدة الأمنية والثقافية والفكرية، منوّهاً إلى ضرورة قيام منظمة التعاون الإسلامـي بلعب دور أكبـر ومؤثر فـي إيجاد الـحلول الناجـحة للصراعات والأزمات التي تشهدها المنطقة، وذلك من خلال التصدي للأيديولوجية الإرهابية ومنع الـخطاب الدينـي الـــمتطرف.
وأكّد الدكتور الزيودي على موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل أشكال الإرهاب والتطرف والطائفية التي تقوض الدول وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق الوطني وتهدد الأمن والسلام الدوليين، مجدداً دعوة الدولة إلى ضرورة التضامن الدولي وتبني المحاور الثقافية والفكرية والإعلامية كأركان أساسية من الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب وتعقب مرتكبيه والمحرضين عليه وتجفيف منابعه.
كما شدّد معاليه على النهج الواضح للسياسة الخارجية لدولة الإمارات الذي يرتكز إلى مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكّداً على رفض دولة الإمارات المطلق والقاطع للتدخلات الإقليمية في شؤون الدول الأخرى وإثارة القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد، داعياً إلى احتــــرام هذا الـــمبادىء ونبذ أوهام الهيمنة والتمدد الإقليمـــي، والامتناع عن تشـــجيع عدم الاستقرار، والـــكف عن دعم الــميليشيات الـمسلـحة، ومنع العبث بمكونات الدولة الوطنية.
وفي هذا السياق، جدّد الدكتور الزيودي دعوة دولة الإمارات إلى إيران للتجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة للدولة للتوصل إلى حل سلمي ينهي احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، عبر الحوار والتفاوض المباشر أو اللجوء إلى التحكيم الدولي وفق ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وجدّد معالي الدكتور ثاني الزيودي التـزام الإمارات العربية الـــــمتحدة التام ودعمها الكامل لــــــمنظومة مجلس التعاون الخليجي والـمحافظة علـى أمن واستقرار الدول الأعضاء في ظل الأزمة التي تمر بها منطقة الـخليج العربـــي فـي الوقت الراهن مع دولة قطر، والتي قررت دول الخليج على إثرها قطع العلاقات معها. ونوّه معاليه إلى أن بلوغ هذه الأزمة ذروتها والأسباب التي دعت لاتخاذ هذا الإجراء جاء نتيجة استمرار السلطات القطرية في سياستها التـي تزعزع أمن وإستقرار الـمنطقة والتلاعب والتهرب من الالتــــــزامات والاتفاقيات التي وقّعت عليها، ومواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشر وغير المباشر، هذا إلى جانب إيواء قطر للمتطرفين والمطلوبين أمنياً على ساحتها وتدخلها في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات وغيرها من الدول وإستمرار دعمها للتنظيمات الإرهابية مما سيدفع بالمنطقة إلى مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتبعاتها. مشدّداً على احتـــــرام دولة الإمارات وتقديرها البالغين للشعب القطري الشقيق لـما يربطها معه من أواصر القربى والنسب والتاريخ والدين.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، أكّد معالي وزير التغير المناخي والبيئة دعوة دولة الإمارات إلى مواصلة العمل على وضع حد لآلة القتل والأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق، وضرورة السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة يرتكز على متطلبات بيان جنيف الأول، ويحقق تطلعات الشعب السوري بتشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة لإنهاء دوامة القتل والتدمير وتوفير أرضية وطنية لبناء سورية تستوعب كل مكوناتها الوطنية وتحارب الإرهاب والتطرف والطائفية.
كما أكّد الدكتور الزيودي على موقف دولة الإمارات الداعم للشرعية الدستورية في اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل بشؤونه الداخلية، مشدداً على ضرورة أن يرتكز أي حل سياسي للوضع في اليمن على الأسس والمرجعيات وفي مقدمتها الشرعية والمبادرة الخليجية وإعلان الرياض ومخرجات الحوار الوطني وقرارات جامعة الدول العربية ومجلس الأمن خاصة القرار رقم 2216، مجدّداً دعم الدولة لجهود المبعوث الأممي في إيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية.
ونوّه معاليه إلى أن التوصل إلـى تسوية سلمية في الشرق الأوسط مسألة حيوية لــمواجهة التوترات فـي الـمنطقة، مشدّداً على موقف دولة الإمارات المتمسك بضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية إلى حدود ما قبل عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتمكيـن الشعب الفلسطينــي من بناء دولته الفلسطينية الـمستقلة علـى حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتـها القدس الشرقية.
وأكّد الدكتور الزيودي علـى التـــــزام الإمارات بتقديم الدعم الكامل للصومال من خلال تنفيذ البـرامج والـمشاريع التنموية والاقتصادية والإنسانية لـمصلـحة الصومال وشعبه، من أجل بناء مستقبل الصومال وتحقيق تطلعاته وآماله فـي الاستقرار والأمن والتنمية، داعياً، في الوقت ذاته، كافة الدول الأعضاء والـمجتمع الدولـي إلــى إتخاذ كل ما يلزم لـــمعالــــجة الوضع الإنساني الرهيب الذي يتعرض له اللاجئون الروهنجا.
وتجدر الإشارة إلى أن وفد دولة الامارات، المشارك في فـــي أعـــمــــال الدورة الــــ 44 لــمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامــــــي في أبيدجان بجمهورية ساحل العاج، ضم إلى جانب معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، كلاً من سعادة يعقوب الحوسني، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، وسعادة محمد الراشدي، سفير الدولة في داكار، وسعادة حمد الزعابي، سفير الدولة في إسلام آباد، وسعادة خالد الملا السويدي، رئيس قسم منظمة التعاون الإسلامي، والشيخ الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحَدَّاد والدكتور محمد أحمد القرشي، دائرة دبي الإسلامية، وأحمد حسين البيرق، وزارة التغير المناخي والبيئة.