تخطي قائمة التنقل

تفاصيل الخبر

خلال جلسة رئيسية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2019 الزيودي وفورد يطلقان نداءً عاجلاً لإنقاذ صحة البشر والمحيطات من تداعيات التغير المناخي

الثلاثاء, 12 فبراير 2019

د. ثاني الزيودي: • تجربة الإمارات في الاستدامة والعمل من أجل المناخ تمثل نموذجاً عالمياً رائداً • تأثر صحة المحيطات بالتغير المناخي يهدد حياة 600 مليون شخص حول العالم بشكل مباشر هاريسون فورد: • الأرض هي الإرث الذي سنتركه لأبنائنا وعلينا أن نتبنى سلوكيات تحافظ على التنوع البيولوجي وتضمن ماءً صحياً وهواءً نقياً • 75% من المدن الكبرى والرئيسية المطلة على شواطئ مهددة بالاختفاء بسبب تغير المناخ في نداءٍ عاجل لمواجهة تداعيات التغير المناخي، قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة إن العشرين عاماً بين 2030 و2050 ستسجل ما يقارب 7.5 مليون حالة وفاة بسبب الكوارث الطبيعية والأمراض التي ستخلفها تداعيات التغير المناخي على كوكب الأرض.

ووصفاً لحجم الضرر الناجم عن التغير المناخي على صحة البشر والبيئة بشكل عام وبالأخص المحيطات، استخدام معالي الدكتور الزيودي في كلمته خلال الجلسة الرئيسية الصباحية لفعاليات اليوم الثالث من القمة العالمية للحكومات 2019، والتي شاركه فيها نائب رئيس منظمة الحفظ الدولية هاريسون فورد، مقولة الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط "تكلم حتى أراك"، واصفاً التغير المناخي وتداعياته بأنه لا يتكلم أمامنا فحسب بل يصيح ويهدد المجتمع الدولي بقوة، لذا لا وقت للتعريف به، بل الأهم الآن هو التحرك السريع والفعال.

وقال معاليه: "إن التغير المناخي بات التهديد الأعظم للبشرية خلال القرن الحادي والعشرين، وتتجلى تأثيراته على نواحي الحياة كافة، وفي مقدمتها صحة البشر والمحيطات"، مشيراً إلى أن التقرير الخاص بقمة المناخ (كوب 24) التي عقدت العام الماضي في بولندا أظهر أن انبعاثات الكربون وغازاته الدفيئة ينجم عنها 7 ملايين حالة وفاة سنوياً، ويتوقع أن تتسبب تداعيات التغير المناخي بشكل مباشر في تسجيل 250 ألف حالة وفاة سنوياً في الفترة بين 2030 و2050، فضلاً عما ستسببه في إصابة ملايين آخرين بالأمراض التي تتنوع بين أمراض نقص التغذية والجهاز التنفسي والاجهاد الحراري والأمراض المعوية وانتشار الأوبئة مثل الملاريا عقب الكوارث الطبيعية.

وأضاف معاليه: "على الرغم من الجهود العالمية التي تُبذل للحد من تداعيات التغير المناخي وخفض نسب ملوثاته، والتي تلعب دولة الإمارات دوراً بارزاً فيها، إلا أن تسارع وتيرة هذه التداعيات وازدياد عدد الظواهر المناخية المتطرفة من 80 ظاهرة سنوياً في سبعينيات القرن الماضي إلى 400 ظاهرة سنويا حالياً، يستدعي مزيد من العمل لإيجاد حلول فعالة ذات قابلية للتنفيذ على المدى القريب".

وأشار إلى أن منتدى تغير المناخ الذي تنظمه وزارة التغير المناخي والبيئة للعام الثالث على التوالي ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، ركز في دورته الحالية على الوصول لهذه الحلول من خلال مشاركة نخبة من القادة وصناع القرار ومسؤولي المنظمات العالمية والخبراء التي يستضيفها، مركزاً على الصحة العامة للبشر والمحيطات.

وحول صحة المحيطات وتضررها من تداعيات التغير المناخي، أشار معالي الدكتور الزيودي إلى أن هذه البيئات البحرية الغنية التي دأبت لآلاف السنين على تزويد البشرية بفوائد عدة باتت مهددة بتفاقم معدلات تلوثها، وفقد نسب كبيرة من الأنواع الحية التي تعيش بها، موضحاً أن التقارير العالمية أكدت أن الشعاب المرجانية التي تمثل موئلاً طبيعياً لـ 25% من الأنواع البحرية على كوكب الأرض، مهددة بالاختفاء، ويظهر هذا واضحاً في الحيد المرجاني العظيم في استراليا الذي يشكل أكبر تجمع للشعاب المرجانية، فتوقعات تأثره بالارتفاع العالمي لدرجة حرارة الأرض توضح أنه بحلول 2050 سيفقد 95% من شعابه.

ولفت معاليه إلى أنه إضافة لما توفره المحيطات من فوائد عدة لكوكب الأرض بشكل عام، توضح الإحصاءات العالمية أن هناك ما يزيد على 600 مليون شخص حول العالم يعيشون ويعتمدون على المحيطات بشكل مباشر، وبالتالي فإن حياتهم ومصدر دخلهم مهدد بشكل مباشر بزيادة تأثر صحة المحيطات بتداعيات التغير المناخي، والصيد الجائر.

وأوضح معاليه أن الحل الأنجح للتعامل مع قضية التغير المناخي وتأثيراته يكمن في الالتزام بمعادلة تحقيق النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة وضمان استدامة الموارد الطبيعية في الوقت نفسه، وتطبيق منظومة الإنتاج والاستهلاك المستدامين، الأمر الذي انتهجته دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتحافظ عليه وتطوره قيادتنا الرشيدة، وباتت تجربتها تمثل نموذجاً رائداً يحتذى به، مؤكداً أن البيئة البحرية هي قيمة أصيلة في تراثنا وتقدمنا.

وأشار في ختام كلمته إلى أن منتدى تغير المناخ يستهدف رسم إطار محدد للتدابير والخطوات الفعالة التي يمكن تنفيذها عالمياً على المدى القريب لمواجهة تداعياته لتكون تمهيداً بناءً لما سيتم طرحه خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ التي ستعقد في نيويورك في شهر سبتمبر من العام الحالي، وستستضيف العاصمة أبوظبي الاجتماع التحضيري لها في يونيو المقبل.

من جهته، استند هاريسون فورد نائب رئيس منظمة الحفظ الدولية في كلمته إلى الإحصاءات الدولية التي توضح أن 3 مليارات شخص حول العالم ترتبط حياتهم بشكل ما بالمحيطات، و75% من المدن الرئيسية الكبرى حول العالم تطل على الشواطئ، موضحاً أن كل هؤلاء البشر والمدن مهددين بالاختفاء أو التضرر بصوة بالغة على الأقل إذ استمر التغير المناخي بمعدل الزيادة نفسه في تأثيره على صحة المحيطات.

وأشار إلى أن مشكلة العمل من أجل المناخ هي في سلوكيات البشر التي تتسم أغلبها بالغرور والأنانية والجشع في التعامل مع مختلف مكونات الحياة على كوكب الأرض، الأمر الذي يجب أن يتغير حتى نستطيع مواجهة حدة التغير المناخي وخفضها.

وحذر فورد من استمرار آثار التغير المناخي دون قطع خطوات كبيرة للحد منها، بقوله "نحن نواجه أعظم أزمة أخلاقية في زمننا"، لافتاً إلى أن واحدةً من الإشكاليات التي نواجهها هي أن من هم أقل تسبباً في  تدمير وتهديد الطبيعة، هم الأكثر تحملاً للتبعات، لذا يجب علينا جميعاً العمل من أجل البيئة بشكل عام والمحيطات بشكل خاص من خلال تبني سياسات تحافظ عليها مشيداً في هذه الصدد بتجربة الإمارات في الحفاظ على البيئة من خلال إقامة محميات برية ومائية تعززها تشريعات متطورة.

وطالب فورد بضرورة زيادة الاستثمارات التي تستهدف خفض تلوث المحيطات، وتنمية موائلها الطبيعية وضمان استدامتها، وزيادة رقعة المساحات المحمية في البيئة البحرية.

واختتم فورد كلمته بالتأكيد على أن الطبيعة ليست في حاجة للبشر، بل البشر هم من يحتاجون لها لضمان استمرارية وجودهم، مضيفاً أن الأرض هي الإرث الذي سنتركه لأبنائنا وعلينا كمجتمع عالمي أن نفهم بشكل أكبر التعقيدات المحيطة بنا المتمثلة في استمرار مسببات وآثار التغير المناخي وأن نتبنى سلوكيات تحافظ على التنوع البيولوجي وتضمن ماءً صحياً وهواءً نقياً.

هل محتوى الصفحة ساعدك على الوصول للمطلوب؟

يمكنك مساعدتنا على التحسين من خلال تقديم ملاحظاتك حول تجربتك.

Article Image

هل استخدمت خدماتنا في مركز الخدمة الخاص بنا أو رقميًا مؤخرًا؟