أقامت وزارة التغير المناخي والبيئة مأدبة عشاء مميزة، استضافت خلالها نخبة من كبار المشاركين في الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات، التي تنعقد في دبي خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير الجاري، وذلك على هامش إطلاق منتدى التغيّر المناخي والأمن الغذائي الذي ينعقد تحت شعار "العمل من أجل المناخ: مستقبل الغذاء".
وقام نخبة من أبرز الطهاة العالميين باستخدام مكونات غذائية كاد أن يكون مصيرها الهدر لإعداد وجبات فاخرة ومتنوعة، في رسالة مباشرة يحملها المشاركون ليكونوا قدوة للعالم في الحد من ظاهرة هدر وإتلاف الطعام والتي تنتشر في العديد من دول العالم، في حين لا يزال الكثير من شعوبها، وخاصة في الدول النامية، يعانون الجوع والفقر.
وأشار معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، إلى أن تقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة تؤكد أن 30% من الإنتاج العالمي من المواد الغذائية، أي نحو 1.3 مليار طن، يهدر سنوياً قبل أن يصل إلى مائدة المستهلك، منوّهاً إلى أنه يتم هدر ما يعادل 13 مليار درهم من المواد الغذائية سنويا في الإمارات وحدها.
وقال معاليه: "استرشاداً بالرؤية الثاقبة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، في إعلان 2017 ليكون عام الخير، وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، بإطلاق مبادرة بنك الإمارات للطعام ليشكّل منظومة إنسانية متكاملة لإطعام الطعام، ودعوة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الابتعاد عن مظاهر الإسراف في الطعام والشراب خلال الأعراس والاحتفالات، تحرص دولة الإمارات، انطلاقاً من التزاماتها الدولية والأخلاقية، على دعم الجهود العالمية الرامية إلى تقليل الفائض والمهدر من الغذاء."
ونوّه الدكتور ثاني الزيودي بالجهود التي تبذلها الدولة، ممثّلة بوزارة التغير المناخي والبيئة، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والقطاع الخاص، لرفع مستوى الوعي بأهمية الحد من فقد وهدر المواد والمنتجات الغذائية وترشيد استهلاكها، وصولاً إلى تحقيق هدفها الاستراتيجي بتعزيز الأمن الغذائي واستدامة الإنتاج المحلي. وأوضح معاليه أن إهدار الطعام يعود إلى أسباب مختلفة، مثل سوء التخزين والنقل، بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تتحكم في أنماط الاستهلاك.
وأضاف معاليه أن فعاليات منتدى التغيّر المناخي والأمن الغذائي ستسلط الضوء خلال القمة على الجهود الرائدة والمتميزة لدولة الإمارات كجزء من الجهود العالمية التي تقوم بها الحكومات والقطاع الخاص وصناع القرار ضمن التوجه الدولي لوضع إطار عمل للحد من تداعيات التغير المناخي، التي تؤثر بشكل كبير على كافة مناحي الحياة ومنها منظومة الأمن الغذائي بكافة جوانبها كالزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، واستعراض التحديات المستجدة في هذا الإطار وإيجاد حلول سريعة وفعّالة لبناء منظومة أمن غذائية عالمية.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى سيشتمل على عدة فعاليات موزعة على 3 أيام، فيما ستشهد فعالياته 3 جلسات رئيسية متخصصة بالتغيّر المناخي والأمن الغذائي، الأولى بعنوان "العمل لأجل المناخ: مستقبل الغذاء"، والثانية حول "مستقبل الغذاء"، فيما تتناول الجلسة الثالثة موضوع "توافر الغذاء على الأرض والحد من هدر الطعام". وسيستضيف المنتدى طاولة حوار مستديرة على مستوى الوزراء وكبار الشخصيات لمناقشة كبرى التحديات وبحث الحلول اللازمة.