تخطي قائمة التنقل

تفاصيل الخبر

منتدى تغير المناخ يواجه "المشككين" بحقائق ومأساويات ظواهر المناخ عالمياً

الإثنين, 11 فبراير 2019

اسبينوزا: ملايين البشر لن يكون لهم مستقبل دون العمل من أجل المناخ فابيوس: المواقف المشككة للحكومة الأمريكية تفتح الباب أمام انسحاب دول أخرى من مواجهة التغير المناخي • 5000 حالة وفاة العام الماضي بسبب ارتفاع درجات الحرارة • 28.9 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية وعلاجية طارئة بسبب تداعيات المناخ في 2018 في وقت يسجل المجتمع الدولي زيادة حدة وعدد الظواهر المناخية المتطرفة من 80 ظاهرة سنوياً في سبعينيات القرن الماضي، إلى 400 ظاهرة حاليا، والتأثر بارتفاع درجات الحرارة عالميا والتي تسببت العام الماضي وحده في وفاة 5000 شخص حول العالم، ما يزال هناك مشككون في واقعية التغير المناخي وكونه التحدي والتهديد الأهم لكوكب الأرض في القرن الحادي والعشرين. حول هذا التشكيك وأهمية الإسراع في التحرك الدولي وتكثيف وتوحيد جهود الدول كافة في مواجهة التغير المناخي، تناول نخبة من صناع القرار والخبراء العالميين النقاش خلال جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان " العمل المناخي في عالم متشكك متعدد الأطراف" ضمن أعمال منتدى تغير المناخ المقام على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات 2019.

تحدث في الجلسة معالي ماريا فيرناندا اسبينوزا رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولوران فابيوس رئيس المجلس الدستوري الفرنسي، كما شهدت الجلسة حضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ونائب رئيس منظمة الحفظ الدولية هاريسون فورد.

تناول النقاش التوقعات والتقديرات الحالية لظواهر وتداعيات التغير المناخي، والتي تؤكد أنه بات القضية الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي وترتفع حدة عاماً بعد الأخر، فما تشكله من تهديد وخطورة على كوكب الأرض ازداد مستواه العام الحالي مقارنة مع 2015 الذي شهد التوصل لاتفاق باريس للمناخ.

وبحسب تقرير مركز أبحاث أمراض ووبائيات الكوارث، الظواهر المناخية المتطرفة خلال العام الماضي فحسب خلفت 28.9 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية وعلاجية طارئة.

وتناول النقاش تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى تدني مستوى التزام دول عدة بخفض معدل انبعاثات غازات الدفيئة المسبب الرئيس لتغير المناخ بحسب بنود اتفاق باريس للمناخ، وإعلان الحكومة الأمريكية عن نيتها الانسحاب من الاتفاق بمجرد السماح لها قانوناً بذلك.

ويمثل اتفاق باريس للمناخ ا الذي تم التوصل إليه في العام 2015 الاتفاقية الأهم عالمياً التي تم التوصل إليها ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وكانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تصادق وتوقع عليه، وتتخذ إجراءات فعلية وتبذل جهود على المستويين المحلي والعالمي تهدف لتحقيق أهدافه.

وقالت ماريا اسبينوزا: " العمل من أجل المناخ يرسم معالم حاضر ومستقبل المبشرية، لذا بدون لا مستقبل لملايين البشر الذي يتأثرون يومياً بتداعيات تغير المناخ".

وأضاف: " الأرقام وتقارير تقييم الواقع عالمياً واضحه تماما، لكن الإشكالية التي نواجهها حاليا هي النزعة القومية وسياسات التقوقع التي تنتهجها بعض الدول مشككة في حدوث التغير المناخي من الأساس، الأمر الذي يخلف تماماً ما نحتاج إليه حالياً من تضافر الجهود العالمية وتسريع وتيرتها من أجل حماية كوكب الأرض والبشرية."

وأستشهدت اسبينوزا بمقولة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد لأهمية العمل الجاهد سريع الوتيرة حالياً، أكد فيها أن حماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية واجب يجب أن نعمل عليها حاليا، لأنه في حال فشنا ستحاسبنا عليه الأجيال الحالية والمستقبلية، لافتة إلى أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً رائداً في العمل من أجل المناخ عبر مسارات عدة منها التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتحول الطاقة، وتطوير مواصفات ومعايير النقل والانتقال للنقل صديق البيئة، بالإضافة إلى اشتمال كافة رؤاها واستراتيجياتها على أهداف وبنود هامة لتحقيق استدامة البيئة ومواردها الطبيعية.

وأكدت العالم لا يحتمل التشيك في قضايا المناخ والمشككين فيها، لأن هذه القضية تمثل مسؤولية مشتركة بين الدول كافة، فالنسبة الأغلب من انبعاثات الكربون التي تعد المسبب الرئيسي للتغير المناخي تنتجها الدول الكبرى، فيما تتحمل الدول النامية والفقيرة الجزء الأكبر من فاتورة هذا الإنتاج فهي الأكثر تضرراً من تداعيات التغير المناخي.

ولفتت إلى ان حجم العمل المطلوب لمواجهة التغير المناخي يتطلب خمسة أضعاف الجهود المبذولة، كما يقتضي مضاعفة الاستثمارات والتمويلات الموجهة لمبادرات ومشاريع خفض مسببات تغير المناخ ومعالجة أثاره والتكيف معها بمعدل 10 أضعاف.

وأضافت: " بشكل مبدئي نحتاج إلى الوفاء بقيمة 36 مليار دولار التي تم التعهد بها ضمن الاتفاقات والتعهدات الدولية بما فيها اتفاق باريس واهداف التنمية المستدامة."

وحددت المعيار الأهم في العمل من أجل البيئة والمناخ بضرورة نشر ثقافة عدم الجشع بين الأفراد، والدول على حد سواء، موضحة أن تحقيق الإنتاج والاستهلاك المستدامين من دوره الحفاظ على البيئة.

ومن جهته قال لوران فابيوس: " كنت في منصب وزير في الحكومة الفرنسية خلال توقيع وإطلاق اتفاق باريس للمناخ، وما يثير اندهاشي وجود تساؤلات عدة حول جدوى هذا الاتفاق وكونه ملائم وجيدا، واجابتي الواضحة هنا أن اتفاق باريس كان وسيظل أفضل خطوة اتخذت في مسيرة العمل من اجل المناخ كونه أول خطوة تحظى بإجماع دولي حقيقي وتسهم في إيجاد تعهدات والتزامات على دول عدة."

وأضاف: " لكن المحبط في مقابل هذه الخطوة الهامة، هو موقف الحكومة الأمريكية عن نيتها الانسحاب من الاتفاق ومن العمل من أجل المناخ بشكل عام وتشكيكها في حدوث التغير المناخي من الأساس، فهذا الموقف سيفتح الباب أمام دول أخرى عدة لتتخذه كمبرر لتتراجع عن المشاركة في الجهود المبذولة عالمياً."

وأوضح فابيوس أن الحل في مواجهة المشككين هو العمل وفق خطط طويلة المدى توضح لكافة فئات المجتمع الدولي ما سيكون عليه المستقبل إذ بقينا مكتوفي الأيدي أمام تزايد حدة تداعيات التغير المناخي، فخلال العقود المقبلة إذ لم نتحرك ونكثف جهودنا لن نشهد ارتفاع في درجات حرارة الأرض بمعدل درجتين فحسب، بل سيصل الارتفاع إلى 4 درجات ما يمثل كارثة حقيقية من دورها القضاء البشرية بشكل عام.

وفي نهاية حديثة أشار فابيوس إلى تصور تخيلي عالمي يفترض أن (الديناصورات بعضها كان يشكك في حدوث أي تغير، وبعضها كان يرى أن الأوان لم يفت بعد)، متسائلا (هل سنكون ديناصورات العصر الحالي، وهل سننتظر حتى ننقرض مثلها).

هل محتوى الصفحة ساعدك على الوصول للمطلوب؟

يمكنك مساعدتنا على التحسين من خلال تقديم ملاحظاتك حول تجربتك.

Article Image

هل استخدمت خدماتنا في مركز الخدمة الخاص بنا أو رقميًا مؤخرًا؟